يـطـوى ولا يـروى
حـينما يولد الانسـان ، فان هنالـك رفيقا ينتظره ، يصاحبه أينما حل وارتحل ، سافر وسكن ، إنه الزمن .
يصنع فيه الانسان احداثا تعلمه دروسا وحكايات ، متى ما تجاوزها سميناها ذكريات.
الذكريات حبل يصلنا بالماضي ، تربط بيننا وبينه ، نسافر من خلالها الى زمن ما ثم نعود .
هذا الماضي فيه الفرح وفيه الحزن ، فيه السعادة وفيه الالم ، فيه لحظات ساكنة لانجد ما يرويه عنها القلم.
حينما يشتكي جسدنا من الالم نحن نسعى لمداواته ورفع الضرر ، حينما تشعر الروح بالالم فنحن بحاجة الى ان نبعد عنها ما سبب لها العذاب والملل.
هذا الماضي له علاقة بالروح اكثر من الجسد ، لا يترك في الجسد نذوبا ولا أثر ، بيد أنه يرسمها على الروح ويبقى الاثر.
كلما رحلت بنا الذكريات الى الاليم منه ، تغيمت سماؤنا وعصفت العواطف بنا ، وبقي يأسرنا و يشدنا اليه ، يمنعنا من التقدم نحو الامام ، يمنعنا من النظر الى بعيد ومن ايجاد عالم جديد.
تمعن معي جيدا ماض كهذا لا بد ان يحكم عليه بالنسيان ، حيث أن تذكره واستحضاره و التفاعل معه والحزن لمآسيه ، حمق وجنون ، قتل للارادة و تبديد للحياة الحاضرة.
لابد للماضي ان يغلق عليه ابدا في زنزانة النسيان ويقيد بحبال قوية في سجن الاهمال.
صــدقني ، إن القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر وتمزيق للجهد.
كــن عاقــلا فــالمـاضـي يـطـوى ولا يـروى.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق