expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأحد، 23 مارس 2014

يـطـوى ولا يـروى


يـطـوى ولا يـروى

حـينما يولد الانسـان ، فان هنالـك رفيقا ينتظره ، يصاحبه أينما حل وارتحل ، سافر وسكن ، إنه الزمن .
 يصنع فيه الانسان احداثا تعلمه دروسا وحكايات ، متى ما تجاوزها سميناها ذكريات.

الذكريات حبل يصلنا بالماضي ، تربط بيننا وبينه ، نسافر من خلالها الى زمن ما ثم نعود .
هذا الماضي فيه الفرح وفيه الحزن ، فيه السعادة وفيه الالم ، فيه لحظات ساكنة لانجد ما يرويه عنها القلم.

حينما يشتكي جسدنا من الالم نحن نسعى لمداواته ورفع الضرر ، حينما تشعر الروح بالالم فنحن بحاجة الى ان نبعد عنها ما سبب لها العذاب  والملل.
هذا الماضي له علاقة بالروح اكثر من الجسد ، لا يترك في الجسد نذوبا ولا أثر ، بيد أنه يرسمها على الروح ويبقى الاثر.
كلما رحلت بنا الذكريات الى الاليم منه ، تغيمت سماؤنا وعصفت العواطف بنا ، وبقي يأسرنا و يشدنا اليه ، يمنعنا من التقدم نحو الامام ، يمنعنا من النظر الى بعيد ومن ايجاد عالم جديد.

تمعن معي جيدا ماض كهذا لا بد ان يحكم عليه بالنسيان ، حيث أن تذكره واستحضاره و التفاعل معه والحزن لمآسيه ، حمق وجنون ، قتل للارادة و تبديد للحياة الحاضرة. 
لابد للماضي ان يغلق عليه ابدا في زنزانة النسيان ويقيد بحبال قوية في سجن الاهمال.

صــدقني ، إن القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر وتمزيق للجهد.

كــن عاقــلا فــالمـاضـي يـطـوى ولا يـروى

 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق