expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

أنا و انت

عــــــــــــدت مــــن  عــالم الاحــــلام



بدأت تقضم أظافرها انتظارا.. نظرت الي الساعة للمرة المليون في دقائق..قالت في نفسها لم يتأخر لكنها تشتاق لتحدثه ، و تروي له كأنه معها.
برقت شاشة الحاسوب فـلمعت عيناها، و ارتجف قلبها، انه هو …. بدأت في الحديث معه و مشاعرها الدافئة الناعمة تنساب عبر اناملها الي ازار الحاسوب لتتحول من حروف الي كلمات تنبض بصوت براق يصل الي شاشته و منها الي قلبه.
اخبرها كم يشتاق اليها و روت له انها  تعيش الايام لاجل تلك اللحظة التي ستلتقيه فيها.

اخبرها انه لا ينتظرتلك اللحظة لانها معه بكل لحظة.. عندما يشتاق اليها يحدثها و كانها الي جواره.
انهمرت الكلمات منها عبر الشاشة الي قلبه و هي التي لا تعرف كيف تجري حوارا و تعيش صامتة .. بينما معه … تنهمر الكلمات منها كسيل جارف..
بينما كانت عيناه تقرأ ما تكتبه و قلبه ينبض بحبها ، انها كل ما تمناه فهي امرأة  بريئة جدا رقيقة كما انه لا يتخيل ان لا تكون جميلة ، رسم لها في خياله عين ذهبية عسلية و بشرة مرمرية و شفاه مضموة قرمزية و شعر ناعس علي كتفيها و هنا
قاطعها و قال لها بقوة: اريد ان أراك اريد لقائك.
قالت له مرتبكة: كيف و انت ببلاد تبعد عن بلادي
قال لها عازما : لا احتاج للسفر كي اراك
ارتبكت و قد تذكرت القصص التي تسمعها عن فتيات سمحن لشباب برؤيتهن عبر الكاميرات بالحاسوب و تم التلاعب بهذه الافلام و تهديدهن و رغم انها تتمني ان لا يكون من هؤلاء الرجال و لكن ماذا تعرف عنه؟؟

فقالت له حازمة:
لا و بدون نقاش و اذا كان لابد من ذلك فستكون نهاية كلامنا معا…
قالتها و قلبها يرتجف تخشي ان يصر..تخشي ان تفقد تلك اللحظات التي لا تشعر فيها بالغربة ، تخشي ان تفقد اللحظات التي تشعر بها بانها مرغوبة لمجرد انها انسانة.
بينما كان هو الاخر يخشي ان يفقدها فقال لها:
اذن فلأسمع صوتك.
ارتبكت، فهي تخشي ان تنزلق خطوة خطوة في طريق قد لا تعرف العودة منه ، فقالت : و لماذا تريد ذلك
قال لها ماكرا: أخشي ان تكوني رجل..او أحد أصدقائي يتلاعب بي
شعرت به هو من يتلاعب بها و لم تشأ ان ترضخ له, فقالت له ممكن و لكن ليس الأن.

ابتسم و استمر كلامهما معا هي تحلق في عالم لا وجود له من المشاعر الخلابة .. تستمتع بكل لحظة من عالمها الجديد تتصوره امامها يسافر لأجلها و يخطبها من والدها ..طالما شاهدت أفلاما تتحدث عن سفر الحب عبر البلاد..

بينما بدأ هو يمل حديثهما فهو لا يستطيع ان يعيش في هذا العالم الذي من المستحيل تحقيقه فهو لا يملك القدرة علي الزواج فمازال في بداية حياته  و من غير الممكن ان يطلب من والديه السفر معه ليخطب فتاة في بلاد غريبة…

فقرر ان يضغط عليها ليسمع صوتها و سمعه و اندهش من عذوبته و ربما هيء لخياله انه من اجمل الاصوات التي سمعها فتعلق بها أكثر و ازداد شغفه بها حتي انه صار يتحدث عنها امام أصدقائه... فاخبره احدهم انها تتلاعب.

بدأ قلبه في التحول رغما عنه …كلمات صديقه ترن بعقله و هو خجول ليس بصاحب تجربة فماذا اذا ما كانت تتلاعب به حقا…
حاول الضغط عليها كي تحدثه من خلال الكاميرا و لكنها رفضت هددها و رفضت فامتنع عن  الاتصال بها عدة ايام .
تلك الايام كانت كالجحيم لها كانت كمدمن امتنع فجأة عن المخدر و صرخت كل ذرة بكيانها شوقا اليه …ازداد انطوائها و اغرقت دموعها وسادتها، و اهلها لا يعرفون ماذا ألم بها بينما هي تتألم ، بداية كانت تبكي شوقا له ثم تحولت دموعها الي بحار مالحة مريرة تبكي اعلي سذاجتها..كان يتلاعب بها و لم يحبها  قط ، هو فقط كان يمضي الوقت معها ومؤكد انه الآن وجد ساذجة  اخرى مثلها.
فقدت ثقتها الواهية بنفسها التي أكسبها اياها، و اكتسبت ثقة اكبر بانه لا يوجد في هذا العالم حب بل وهم ،جرعات من الوهم تروينا للحظات و بحارا و محيطات من الملوحة التي لا تروي ظمأنا ابدا بل تزيد العطش ألما.

و طاب قلبها العليل منه..

كما يطيب المدمن من المخدر وعندما حاول ان يعود ليحادثها وجد شخصا آخر، لم تكن المرأة التي عرف ، كانت أخرى  بارده كالرخام قوية كالجلمود. فقال لها تغيرت فاجابته صادقة : لقد عدت من عالم الأحلام.





هناك تعليق واحد :

  1. عودة ميمونة وقبل فوات الاوان ذلك ما اسميه العناية الربانية

    ردحذف